الجمعة، 5 فبراير 2016

بحث حول المدرسية المستقبلية



المدرسة المستقبلية
بدأت المدرسة المستقبلية في إيطاليا، ثم انتقلت إلى فرنسا، وكانت تهدف إلى مقاومة الماضي لذلك سميت بالمستقبلية، واهتم فنان المستقبلية بالتغير المتميز بالفاعلية المستمرة في القرن العشرين، الذي عرف بالسرعة والتقدم التقني. وحاول الفنان التعبير عنه بالحركة والضوء، فكل الأشياء تتحرك وتجري وتتغير بسرعة. وتعتبر المدرسة المستقبلية الفنية ذات أهمية بالغة، إذ أنها تمكنت من إيجاد شكل متناسب مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه، والتركيز على إنسان العصر الحديث. وقد عبر الفنان المستقبلي عن الصور المتغيرة، بتجزئة الأشكال إلا آلاف النقاط والخطوط والألوان، وكان يهدف إلى نقل الحركة السريعة والوثبات والخطوة وصراع القوى، قال أحد الفنانين المستقبليين "إن الحصان الذي يركض لا يملك أربعة حوافر وحسب، إن له عشرين وحركاتها مثلثية". وعلى ذلك كانوا يرسمون الناس والخيل بأطراف متعددة وبترتيب إشعاعي، بحيث تبدو اللوحة المستقبلية كأمواج ملونة متعاقبة. وفي لوحة "مرنة" للفنان المستقبلي بوكشيوني التي رسمها عام 1912 م، يوحي الشكل في عمومه بإنسان متدثر بثياب فضفاضة ذات ألوان زاهية، يحركها الهواء، فتنساب تفاصيلها في إيقاعات
المستقبلية Futurism ؛ حركة فنية تأسست في إيطاليا في بداية القرن العشرين، وكانت تشكل ظاهرة فيها، كان الكاتب الايطالي فيليبو توماسو مارينيتي مؤسسها والشخصية الأكثر نفوذا فيها. والمستقبلية كلمة شمولية تعني التوجه نحو المستقبل وبدء ثقافة جديدة والأنفصال عن الماضي. وينشط المستقبليون في جميع فروع الوسط الفني، بما في ذلك الرسم والنحت، والخزف ،والتصميم الجرافيكي،
التصميم الصناعي، التصميم الداخلي، والمسرح، والأزياء، والمنسوجات، والأدب والموسيقى والهندسة المعمارية وحتى فن الطهي.
وهي بشكل عام ذات سمات تبتعد عن كل ماهو قديم وتقليدي وهادئ. واعتبر هذا الفن من مبتدعيه فنا للمستقبل، ولذا رفضت فلسفة هذا الفن كل الفنون السابقة قاطبة، واعتبرتها فنونا فاشلة ومزيفة، ودعت إلى محوها وبناء فن جديد لا يشبه أي فن آخر سبقه ةكتب مارينيتي مقالا نشره في صحيفة لا جازيتا ديليميليا في الخامس من فبراير لعام 1909م، وضع فيه إعلان مبادئ الحركة المستقبلية، وقد تُرجم ذلك المقال إلى الفرنسية ونُشر في صحيفة ليفيجارو في العشرين من فبراير 1909 وقد عبر إعلان الحركة المستقبلية في عبر عن الإحساس بالاشمئزاز من كل شيء قديم، وخصوصاً ما يتعلق بالسياسة، والتقاليد والقيم الفنية. يقول "لا نريد شيئاً من القديم بعد اليوم، نحن الشباب الأقوياء المستقبليون
. وقد أعجب المستقبليون بالحركة والسرعة والتكنولوجيا والشباب والعنف والسيارات والطائرات والمدن الصناعية، وكل ما يعكس أثر التكنولوجيا على حياة الإنسان والطبيعة، كما أنهم تحيزوا لبعضهم البعض، ودعوا إلى القومية المستقبلية....
يمكن ملاحظة الألوان الكثيرة والصخب بكثرة في لوحات فناني المستقبلية.
حيث يعتبرون كل جزء قابل للتحليل (حيث يحللون الموضوع إلى اجزاء وكل جزء يعني لهم حركة وكل حركة هي زمن).
تأثر رساموها بالمدرسة التكعيبية وأهمهم
كارّا.. بوتشيوني .. سيفيريني.. وبالاّ .
والحركة المستقبلية تعبر عن الحركة الكونية، فقد حاول المستقبليون رسم الإنسان والمرئيات في حالة الحركة، وذلك عن طريق تتابع وتوالي الخطوط والمساحات والألوان،  وكذلك شملت محاولاتهم التعبير عن حركات  السيارات وضوضاء المدن وأجوائها المزدحمة
اثرت المستقبلية على كثير من الحركات الفنية في القرن العشرين
مثل آرت ديكو ودادا والبنائية والسيريالية... وغيرها.
وتعتبر الحركة الآن منقرضة، بعد أن توفي مؤسسها
فيليبو توماسو مارينيتيPhilippo Tomasso في عام 1944،
حيث كانت المستقبلي مثل الخيال العلمي، تجاوزت المستقبل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق