الأحد، 7 فبراير 2016

بحث حول صناعة مشتقات البترول



المقدمة :
يعود اكتشاف البترول الى عام 1859 الذي تم فيه حفر أول بئر بترولي في الولايات المتحدة الامريكية في بنسلفانيا على يد( ادوين دريك)، وقد تطور استعمال البترول بعد ذلك وخصوصآ بعد أن تم إختراع  آلة  الأحتراق الداخلي في عام 1908 وأصبح البترول يستعمل لتسيير السيارات ، وانتشرت تلك المحركات بسرعة فائقة. وبدخول العقد الثاني من القرن العشرين خطا الانسان بالبترول ليدخل به عالما جديدا في القوة والسيطرة، ففي صيف 1914 تحولت البحرية البريطانية بالكامل الى البترول، مما أدى الى تحول الحرب العالمية الاولى الى حرب بين الانسان والآلات بفعل البترول هذا يرجع الى اهمية البترول الى درجة أن وصفه رئيس الحكومة الفرنسية أنذاك بان ( كل قطرة من البترول تعادل قطرة من الدم).

1 – تعريف  البترول
البترول هو سائل يتكون أساسآ من الهيدروكربونات وكذلك نسبة صغيرة من الكبريت والاوكسجين والنتروجين ، تتكون وتتجمع في باطن الارض وتظل في مكانه الى ان يخرج الى سطح الارض بفعل العوامل الطبيعية كالشقوق- الفوالق أو الكسور الارضية أو يستخرجها الانسان بحفر الآبار. يوجد البترول في الطبيعة إما في حالة صلبة أو شبه صلبة كعروق الاسفلت، أو يوجد في حالة سائلة كخام البترول أو في حالة غازية ،الغازات الطبيعية. يتنوع إنتاج حقول البترول ، منها ما ينتج خام البترول مختلطآ بقليل من الغازات الطبيعية،ومنها ما ينتج أساسآ من الغازات الطبيعية مع قليل من خام البترول أو بدونه كحقول الغازات الطبيعية.
تختلف درجة غليان المنتجات البترولية عن بعضها البعض ، فلكل هيدروكربون درجة غليان خاصة ترتفع كلما زاد عدد ذرات الكربون في المركب ، وهذا هو أساس عملية تكرير البترول لفصل مركباته عن طريق التسخين والتقطيرعلى هيئة قطفات للمركبات الغازية ثم السائلة ثم الصلبة ،حيث يتبخر كل مركب بترولي عند مستوى معين من درجات الحرارة المئوية كالآتي:
يتبخر البنزين في حدود 50- 200 ، يتبخر الكيروسين ما بين 150- 315، يتبخر وقود الديزل عند 180الى 350، تتبخر الزيوت الخفيفة عند 350- 420 ، تتبخر الزيوت الثقيلة عند 420-490 ، أما الزيوت المتبقية في تبخر عند درجات حرارة أعلى من 500 درجة مئوية.
يقاس خام البترول عادة بالبرميل الامريكي وهو يساوي حوالي ( 42 كالونا )امريكيا أو حوالي ( 158,984 لتر)، ويقاس خام البترول أيضآ بالمتر المكعب وهو يوازي( 6,2898 من البرميل) وهو الاسلوب المتبع في فرنسا وألمانيا. كذلك يوزن البترول الخام بالطن ، وهناك ثلاثة أنواع : الطن القصير يساوي 2000 رطل أنكليزي، الطن الطويل يساوي 1,12 من الطن القصير،الطن المتري يساوي 1,1023 من الطن القصير او 9842 طنآ طويلآ، يتبع الوزن دائما في عمليات التكرير والنقل. تقاس الغازات الطبيعية بالقدم المكعب ويتم القياس عند درجة حرارة 60 درجة فهرنيت وضغط 14,73 من الرطل على البوصة. المتر المكعب من الغازات الطبيعية يساوي 35,315 من القدم المكعب.
تنقسم مستخرجات البترول الى ثلاثة مجاميع. هيدروكربونات غازية مثل الميثان والبيوتان. هيدركربونات سائلة مثل جزيئات الكازولين، البنزين والكيروسين. هيدركربونات صلبة مثل شمع البارافين والاسفلت. يتم فصل المكونات الثلاثة عن بعضها البعض خلال عملية تكرير البترول على هيئة قطفات تنفصل كل منها عند درجات حرارة معينة وبالأستعانة ببعض المواد الكيمياوية كعوامل مساعدة لهذا الانفصال بواسطة التقطير .
2/العمليات الأساسية لصناعة للبترول:
تبداء العمليات الاساسية للبترول بأستخراج البترول من الابار ثم نقله خلال أنابيب الى موانئ لتصديره عبر ناقلات البترول في البحر أو نقله بالمركبات في البر(موقع الحقل) ثم تكرير البترول وتوزيعه أو تخزينه أو استخدامه كمادة أولية في الصناعات البتروكيميائية.
الصناعات البتروكيميائية هي الصناعات التي تنتج مواد كيمياوية من مصادر النفط أو الغاز الطبيعي، وبناء على هذ ا التعريف تتكون المواد البتروكيمياوية إما من الكربون والهيدروجين والكبريت المشتقة من هذين المصدرين، أو بأضافة عناصر اخرى الى هذه العناصر كالأوكسجين والنتروجين والكلور، ومن اهم المواد البتروكيميائية الأساسية الأثيلين والبروبلين والبيوتلين ، وعن طريق تصنيع هذه المنتجات يمكن الحصول علىعديد من المنتجات الصناعية الاخرى كالمواد البلاستيكية والالياف التركيبية والمطاط الصناعي والمنظفات والأصباغ والعطريات وغيرها من المنتجات الكيمياوية الاخرى.
بدأت صناعة البتروكيماويات في العشرينات من القرن الماضي بالولايات المتحدة الامريكية وذلك باستخدام البروبيلين الناتج من عمليات التكسر (للنافتا) لأنتاج بنزين السيارات، وبعد ها تم الحصول على الاسيتون،واعتمدت بعض الدول على الفحم ومشتقاته لأنتاج المواد الكيمياوية.
لقد حدث تطور هائل في فهم كيمياء البترول مع تقدم البحوث والطرق التكنولوجية وكذلك ادت النتائج المذهلة في أستخدام العوامل المساعدة ومعرفة ظروف العمليات الصناعية الى التوصل لمعرفة المزيد عن كنوز التي يحتويها البترول ومشتقاته ممما ادى الى إنتاج المنتجات الجديدة التي لهاخواص تشابة مع الخواص الطبيعية بديلآ ( للحديد والخشب والزجاج والقطن، والحرير والصوف والورق والمعادن.. بلأ واحيانآ تتفوق عليها في الاستخدامات والعديد من التطبيقات ،مما صارت صناعة البتروكيمياويات مقياسآ ومؤشرآ لحضارة الشعوب وتقدمها.
3/ بعض مشتقات البترول ومجال استعمالاتها في حياتنا اليومية :
- يستخرج من البترول الخام عن طريق عملية التقطير المجزأ عدة مشتقات تستعمل في حياتنا اليومية .
- تسمى هذه المشتقات بالهيدروكاربورات التي ضيغتها الكيميائية CxHg .
- توجد هذه المركبات في ثلاث حالات فيزيائية :
- الحالة الصلبة : ( الزقت وهو يستعمل في تعبيد الطرق ، البرافين الذي يستعمل في صناعة الشمع ، ثم الشحوم  الزيتية لتشحيم المحركات ) .
- الحالة السائلة :  المحروقات السائلة والتي تستعمل كوقود السيارات والشاحنات ( البنزين ، الكازوال ) والطائرات  ( الكيروزين ) .
- الحالة الغازية : المركبات التي تدخل في تركيب الاستعمالات المنزلية و الصناعية كمحروقات مثلا : ( البوتان ، البروبان ) .
- تعتبر هذه المشتقات المستخرجة من البترول عن طريق التقطير المجزأ مواد طبيعية .
- تعمل بعض الصناعات البتروكيماوية على تحويل بعض الهيدروكربورات لانتاج المواد الصناعية التي تستعمل في حياتنا اليومية عن طريق التفاعلات الكيميائية كالبلاستيك ، الأدوية ، ألياف النسيج ، المبيدات ، المطاط لصنع العجلات ، الصباغة
4 /مخاطر صناعة البترول:
يتعرض العاملون في النفط لأربعة انواع من المخاطر،( المخاطرالطبيعية، المخاطر الكيميائية، المخاطر الآلية، المخاطر السيكولوجية - النفسية).
تكمن المخاطر الطبيعية بتعرض العاملين في مجال النفط الى التعرض للشمس اي للحرارة أثناء عمليات الحفر في العراء سواءفي الصحراء او في البحار. التعرض للضوضاء، الاهتزازات الناجمة من الحفر ، التعرض للأشعاع الىجانب التعرض الى الضوء المبهر وللكهرباء في عمليات اللحام . مسببة امراض عديدة مثل ( ضربة الشمس، الانيميا ،سرطان الدم، سرطان الجلد، عتامة عدسة العين).
المخاطر الكيميائية عن طريق الغازات والادخنة والابخرة والاتربة التي تتصاعد في جو العمل. تسبب الغازات اضرارا بالغة تصل الى حد الاختناق والالتهابات ، قد تتسبب في حرائق أوانفجارات لأن مستخرجات البترول مواد ملتهبة ومتفجرة.
المخاطر الآلية تتعلق بالعمليات المتممة في الورش الملحقة بالمنشئات البترولية بهدف صيانة آلآتها.
المخاطر النفسية تكمن في عدم تكيف العامل مع جو العمل المعزول عن الاهل والاصدقاء في اماكن نائبة بالصحراء او البحار مما يسبب للعامل الشعور بالغربة والوحدة والضياع.
5/ الوقاية من مخاطر صناعة البترول:
من اجل تقليل مخاطرصناعة البترول على العاملين في المشاريع النفطية من الضروري مرعات ما يلي:
1- توفير اماكن السكن الصحي للعمال إضافة الى المرافق التي تجعل الحياة مقبولة في الصحاري أو عند البحار والمناطق المهجورة .
2- توفير وسائل الترفيه والطعام الصحي ومياه الشرب النظيفة والملابس الواقية للعمال.
3- توفير وسائل نقل جيدة لنقل العمال الى حقول البترول ومنشآت النفط .
4- تنظيم فترات العمل والراحة والاجازات الاسبوعية والسنوية لتغطية الشعور بالغربة والحرمان الذين يعانون منه.

خاتمة :
لقد تغيرت نمط الحياةعلى الارض واصبحت البشرية تعتمد على البترول ومشتقاته في سبيل الحياة حتى في توفير الغذاء مما جلب مع هذا التغير مخاطر كثيرة تهدد صحة الانسان والبيئة ومصادر الحياه( الماء، الهوا والتربة) بفعل تعمق مخاطر تلوث البيثة نتيجة الاستخدام المفرط لمصادر الطاقة ومنها البترول ، وفي نفس الوقت يتواجد تحديات خطير قد تؤدي ذلك الى تراجع الاقتصاد العالمي وبالتالي تراجع مسيرة تطور الحياة البشرية ، وهذا ما يدعونا جميعا وخاصة المهتمين بأهمية ومخاطر وتحديات البترول في الوقوف عليه بجدية من أجل استغلال البترول بشكل يؤمن ضمان تطور التنمية المستدامة وهذا هو فحوى الدافع الذي دفعني في أعداد هذا الكتاب ليستلح شعبنا بهذا العلم والذي بواسطته يمكن إتخاذ الاجراءات الفعالة في تسخير البترول لخدمة الانسان ولتلافي مخاطر وتحديات البترول .

بحث حول مراحل الحكم العثماني في الجزائر



مقدمة :
بعد مقتل عروج و إسحاق لم يبقى إلا خير الدين وحيدا، فأصبحت الأخطار تهدده من كل جانب ، ففي الداخل كثر معارضوه و تمرد عليه أحمد بن القاضي أمير إمارة كوكو ، و تمردت عليه مدينة شرشال و تنس و تواطأ ضده بنو زيان في تلمسان ، و ازدادت أطماع الأسبان في ملكه و تقاعس أمير تونس الحفصي على تقديم يد المساعدة لخير الدين ،و بعد تفكير طويل استغرق أسابيع تفطن خير الدين إلى فكرة سياسية و هي محاولة ربط الجزائر مع الدولة العثمانية حتى تصبح لها حماية الإمبراطورية العثمانية .
هذه الفكرة تدل على حنكة خير الدين و دهائه السياسي لأن الجزائر في هذه الظروف بالذات لا تستطيع أن تحمي نفسها من الزحف الأسباني بينما الدولة العثمانية قادرة على دعم سلطتها و تمدها بالرجال و السلاح .
و قسمت الچزائر من الناحية الإدارية إلى أربعة أقاليم رئيسية هي:
1- دار السلطان: گآنت تضم مدينة آلچزائر و ضواحيها
2- پآيلگ الغرب: گآنت عاصمته مازونة ثم معسگر و أخيرا وهران پعد چلاء الإسبان عنها عام 1792م
3- بايلگ التيطري، ضم المناطق الوسطى و مناطق چنوپ دار السلطان و گآنت عاصمته المدية.
4- پآيلگ الشرق: يقع من شرقي من دار السلطان و پآيلگ التيطري گآن أگپر المقاطعات و الأقاليم ، و گآنت عاصمته قسنطينة.
گانت هذه المقاطعات مقسمة إلى قيادات و على رأس گل منها شيخ قبيلة و گآن الجهاز الإداري چهازا لآمرگزيا حيث أن آية علاقة للحگومة پرعاياها گآنت علاقة غير مباشرة، تعتمد على استعمال الزعماء المحليين لچمع لشرائپ و فرض الأمن يمگن استنتاج أهم الخصائص آلتي ميزت الدولة الجزائرية .
مراحل الحكم العثماني :
دام الحكم التركي بالجزائر أكثر من ثلاثة قرون ""ى 1518 - 1830 "" ويمكن تقسيمه طبقا للتطورات التي مر بها إلى المراحل التالية.
أ - عصر البيلربايات : 1518 - 1588 :
وتبدأ هذه الفترة منذ أن أسند السلطان سليم الأول إلى خير الدين امر حكم الجزائر مانحا اياه لقب البيلرباي " أمير الأمراء " وأهم ما يميز هذه المرحلة على الصعيد العسكري : مواصلة الجهاد ضد العدو الاسباني ، حيث نجح الجيش الجزائري عام 1530 في إخراج الاسبان من حصن البينيون الذي ابتنوه في المكان المعروف اليوم باسم " برج الفنار " ، كما تمكن في عام " 1541 " من صد الحملة الاسبانية الثالثة على مدينة الجزائر بيادة الامبراطور " شارلكمان " . وكانت خاتمة هذا التفوق العسكري الذي ميز هذه المرحلة تحرير بجاية على عهد البيلرباي " صالح ريس " في عام 1555 ، وإنهاء الوجود الاسباني في تونس على عهد البيلرباي " علج علي " في عام 1574 .
وتجدر الاشارة إلى أن هذه المرحلة تمثل أزهى عصور الحكم التركي للجزائر من الناحيتين الاقتصادية والعمرانية حيث لعب مهاجرو الاندلس دورا كبيرا في نقل كثير من المظاهر الحضارية التي عاشوها في الاندلس إلى الجزائر.
ب - عصر الباشاوات : 1588 - 1659 :
بعد أن لمست الدولة العثمانية ضعف الارتباط بينها وبين ولاتها على الجزائر في أواخر عهد البيلربايات ، عمدت إلى إجراء تعديلات إدارية فيما يتعلق بنظام الولاية على الجزائر بحيث حددت مدتها بثلاثة أعوام .
واستبدلت لقب البيلرباي بلقب الباشا الذي كان " دالي أحمد " أول من حمله ، ونظرا لقصر المدة التي كان يقصيها الباشا في ولايته ، فقد انصرف إلى الاهتمام بمصالحه الشخصية ، وجمع الأموال دون أن يعبأ بمشاكل الشعب وأحواله .وهذه ما حمل الأمة على مناصرة الطبقة العسكرية " الانكشارية " أثناء صراعها على السلطة مع الباشوات.
أما أهم الأحداث التي رافقت هذه المرحلة فكانت : تعرض الجزائر لحملة اسبانية رابعة على عهد " الباشا سليمان " سنة 1601 ، واشتداد التنافس بين فرنسا وبريطانيا وهولندا من أجل الحصول على امتيازات استثمار المرجان عبر السواحل الجزائرية وحق إقامة المحارس العسكرية لحماية سفنهم التجارية.
ج - عصر الأغوات : 1659 - 1671 :
تمثل هذه الفترة القصيرة غياب السيادة العثمانية الفعلية ، بحيث أصبح الديوان الذي يتألف من كبار ضباط الانكشارية هو الذي يقوم بانتخاب " الآغا " المنتدب للحكم ، بعدما كان الحاكم يعين من قبل السلطان العثماني خلال مرحلتي " البيلربايات ، والباشاوات " . وأبرز ما نجم عن هذا الأسلوب الجديد في نظام الولاية ، تنافس الضباط فيما بينهم للوصول لإلى الحكم ، وقيام تكتلات عسكرية داخل الفرق الانكشارية. عادت على البلاد بفقدان الأمن ، وضعف الهيبة العسكرية أمام الأعداء . مما جعل السلطان والشعب الجزائري يؤيدان قادة القوى البحرية " الرياس " أثناء صراعهم مع الآغوات " قادة القوى البرية الانكشارية " وتعليل ذلك : استياء السلطان من قطع الأغوات لكل صلة بالاستانة، وتذمر الشعب من تفشي الفساد والفوضى ابن حكم الأغوات.
د - عصر الدايات : 1671 - 1830 :
يمثل هذا العصر عودة النفوذ والسلطة إلى رجال البحرية " الرياس " وكان الداي ينتخب من بين أعضاء الديوان لمدى الحياة ، وبعدها تؤخذ موافقة السلطان على تسميته دايا.
وبنما التزم الدايات في بداية الأمر بتعميق الارتباط مع الدولة العثمانية فإن المتأخرين منهم قد تخلوا عن هذه السياسة ولم يبق للسلطان غير السيادة الاسمية .
فالداي هو الذي يرتأي اعلان الحرب ، ويتولى عقد الاتفاقيات الدولية ، واستقبال البعثات الدبلوماسية . غير أن هذا الوضع لم يكن يعني انقطاع كل تعاون أو تعاطف .مع الدولة العثمانية ، ففي حالة الحرب كانت الجيوش الجزائرية تشترك مع الجيوش العثمانية في عملياتها الحربية . وقد اتضح ذلك من خلال اشتراك الاسطول الجزائري مع الاسطول العثماني في موقعة نافرين 1827.
وأهم ما يستحق الوقوف عنده من أحداث هذا العصر ، هو تمكن الجيش الجزائري خلال عصر الدايات من تصفية الوجود الاسباني نهائيا في كل من وهران والمرسى الكبير وذلك في عام 1792 وبعد عدة مصادمات عسكرية ابتدأت منذ عام 1708.
التنظيم السياسي للجزائر:
1- الداي: وهو رئيس الدولة والقائد العام للجيش، ينتخب من طرف أعضاء الديوان العالي الذي يتكون من رؤساء الوحدات العسكرية.
2- الديوان: وهو الساعد الأيمن للداي ويضم الأشخاص المقربين منه، وهو بمثابة مجلس الوزراء في وقتنا الحالي.
3- الخزنجي: وهو بمثابة وزير المالية.
4- الأغا: قائد الجيش البري.
5- خوجة الخيل:ك المشرف على أملاك الدولة وجمع الضرائب والاتصال بالقبائل.
6- بيت المالجي: مسئول عن جميع المسائل المتعلقة بالمواريث.
7- وكيل الخرج: وهو المكلف بالشئون الخارجية وكل ما له علاقة بالبواخر والتسليخ والتحصينات ومواجهة الخصوم في عرض البحر المتوسط.
8- الباش كاتب: يتولى تسجيل وصياغة وجميع القرارات التي يتخذها الديوان، وبالنسبة لكبار الموظفين في كل ولاية فقد كان الباي يستعين بموظفين سامين وهم:
9- نائب الباي: وهو خليفته إذا غاب ويستنيبه في بعض القضايا.
10- قائد الدار: مسئول عن حراسة المدينة ودفع الرواتب للجنود.
11- الباش كاتب: مسؤول عن كتابة رسائل الباي.
12- أغا الدائرة: قائد فرسان العرب.
13- الباش سيار: الذي يقوم بمهمة النقل.
قوة السفن الحربية الجزائرية في العهد العثماني
كانت الجزائر خلال العهد العثماني من أقوى الدول في حوض البحر الأبيض المتوسط، كما كانت تحتل مكانة خاصة في دولة الخلافة هذه إذ كانت تتمتع باستقلال كامل مكنها من ربط علاقات سياسية وتجارية مع أغلب دول العالم، بل وهي أول دولة اعترفت بحكومة الثورة الفرنسية عام 1789م وبالثورة الأمريكية بعد استقلالها عن التاج البريطاني عام 1776م. كان الاسم الحقيقي للدولة الـجـزائـريـة هو أيالة الجزائر وأحيانا اسم مملكة الجزائر، وأبرمت عشرات المعاهدات مع دول العالم.
كما بلغ أسطولها البحري قوة عظيمة بحيث استطاع خلال القرن الثامن عشر إحداث نظام للملاحة في المتوسط يضمن أمن الدولة الجزائرية خاصة والدولة العثمانية عامة وبصورة أعم بالنسبة للتجارة الدولية في هذا البحر، وهو ما جعل الدول الأوربية تعمل على إنهاء هذا النظام تحت غطاء إنهاء ما كان يسمى بـ " القرصنة " التي كانت تمارسها جموع المغامرين الأوربيين بموافقة دولهم ومؤازرتها لهم. في حين أن ذلك كان أسلوبا دفاعيا لمواجهة المد الاستعماري الذي انطلق منذ القرن الخامس عشر والذي دخلت الجزائر بمحض اختيارها من أجله ضمـــن "الخلافة العثمانية " وتحت حمايتها.
لقد بادرت فرنسا في "مؤتمر فيينا "1814/ 1815 م بطرح موضوع " أيالة الجزائر " فاتفق المؤتمرون على تحطيم هذه الدولة في مؤتمر " إكس لا شابيل " عام 1819 م حيث وافقت 30 دولة أوربية على فكرة القضاء على " دولة الجزائر" وأسندت المهمة إلى فرنسا وانكلترا، وتوفرت الظروف المناسبة للغزو عندما تمكنت بحرية البلدين من تدمير الأسطول الجزائري في معركة " نافارين" Navarin سنة 1827م، حيث كان في نجدة الأسطول العثماني وبذلك انتهت السيطرة الجزائرية على البحر الأبيض المتوسط. لقد كانت حادثة المروحة الذريعة التي بررت بها فرنسا عملية غزو الجزائر. بعد ضرب الداي حسين قنصل فرنسا بالمروحة نتيجة لاشتداد الخصام بينهما نظرا لعدم التزام فرنسا بدفع ديونها للخزينة الجزائرية التي قدمت لها على شكل قروض مالية ومواد غذائية بصفة خاصة خلال المجاعة التي اجتاحت فرنسا بعد ثورة 1789م، والتي قدرت بـ 20 مليون فرنك ذهبي في ذلك الوقت. فقرر الملك الفرنسي شارل العاشرإرسال أسطولا بحريا مبررا عملية الغزو بالثأر لشرف فرنسا والانتقام من الداي حسين.
الخلاصة           
ان الرابطة الجزائرية العثمانية لم تكن  سوى رابطة دينية معنوية وتحالف ضد قوى المسيحية المهددة للمسلمين في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط فقط، و الدليل على ذلك  قيام الجزائر بربط علاقات دبلوماسية مع العديد من الدول الأوربية بعيدا عن تدخل الدولة العثمانية، هذه الاستقلالية في الرأي والتوجه الجزائري تدعم بتواجد قناصله أوربيين بشكل دائم في مقر السلطة العثمانية في الجزائر وتعاملهم مباشرة مع الداي .