المقدمة
:
يعود اكتشاف
البترول الى عام 1859 الذي تم فيه حفر أول بئر بترولي في الولايات المتحدة الامريكية
في بنسلفانيا على يد( ادوين دريك)، وقد تطور استعمال البترول بعد ذلك وخصوصآ بعد أن
تم إختراع آلة الأحتراق الداخلي في عام 1908 وأصبح البترول يستعمل
لتسيير السيارات ، وانتشرت تلك المحركات بسرعة فائقة. وبدخول العقد الثاني من القرن
العشرين خطا الانسان بالبترول ليدخل به عالما جديدا في القوة والسيطرة، ففي صيف
1914 تحولت البحرية البريطانية بالكامل الى البترول، مما أدى الى تحول الحرب العالمية
الاولى الى حرب بين الانسان والآلات بفعل البترول هذا يرجع الى اهمية البترول الى درجة
أن وصفه رئيس الحكومة الفرنسية أنذاك بان ( كل قطرة من البترول تعادل قطرة من الدم).
1 – تعريف
البترول
البترول هو سائل
يتكون أساسآ من الهيدروكربونات وكذلك نسبة صغيرة من الكبريت والاوكسجين والنتروجين
، تتكون وتتجمع في باطن الارض وتظل في مكانه الى ان يخرج الى سطح الارض بفعل العوامل
الطبيعية كالشقوق- الفوالق أو الكسور الارضية أو يستخرجها الانسان بحفر الآبار. يوجد
البترول في الطبيعة إما في حالة صلبة أو شبه صلبة كعروق الاسفلت، أو يوجد في حالة سائلة
كخام البترول أو في حالة غازية ،الغازات الطبيعية. يتنوع إنتاج حقول البترول ، منها
ما ينتج خام البترول مختلطآ بقليل من الغازات الطبيعية،ومنها ما ينتج أساسآ من الغازات
الطبيعية مع قليل من خام البترول أو بدونه كحقول الغازات الطبيعية.
تختلف درجة غليان
المنتجات البترولية عن بعضها البعض ، فلكل هيدروكربون درجة غليان خاصة ترتفع كلما زاد
عدد ذرات الكربون في المركب ، وهذا هو أساس عملية تكرير البترول لفصل مركباته عن طريق
التسخين والتقطيرعلى هيئة قطفات للمركبات الغازية ثم السائلة ثم الصلبة ،حيث يتبخر
كل مركب بترولي عند مستوى معين من درجات الحرارة المئوية كالآتي:
يتبخر البنزين
في حدود 50- 200 ، يتبخر الكيروسين ما بين 150- 315، يتبخر وقود الديزل عند 180الى
350، تتبخر الزيوت الخفيفة عند 350- 420 ، تتبخر الزيوت الثقيلة عند 420-490 ، أما
الزيوت المتبقية في تبخر عند درجات حرارة أعلى من 500 درجة مئوية.
يقاس خام البترول
عادة بالبرميل الامريكي وهو يساوي حوالي ( 42 كالونا )امريكيا أو حوالي ( 158,984 لتر)،
ويقاس خام البترول أيضآ بالمتر المكعب وهو يوازي( 6,2898 من البرميل) وهو الاسلوب المتبع
في فرنسا وألمانيا. كذلك يوزن البترول الخام بالطن ، وهناك ثلاثة أنواع : الطن القصير
يساوي 2000 رطل أنكليزي، الطن الطويل يساوي 1,12 من الطن القصير،الطن المتري يساوي
1,1023 من الطن القصير او 9842 طنآ طويلآ، يتبع الوزن دائما في عمليات التكرير والنقل.
تقاس الغازات الطبيعية بالقدم المكعب ويتم القياس عند درجة حرارة 60 درجة فهرنيت وضغط
14,73 من الرطل على البوصة. المتر المكعب من الغازات الطبيعية يساوي 35,315 من القدم
المكعب.
تنقسم مستخرجات
البترول الى ثلاثة مجاميع. هيدروكربونات غازية مثل الميثان والبيوتان. هيدركربونات
سائلة مثل جزيئات الكازولين، البنزين والكيروسين. هيدركربونات صلبة مثل شمع البارافين
والاسفلت. يتم فصل المكونات الثلاثة عن بعضها البعض خلال عملية تكرير البترول على هيئة
قطفات تنفصل كل منها عند درجات حرارة معينة وبالأستعانة ببعض المواد الكيمياوية كعوامل
مساعدة لهذا الانفصال بواسطة التقطير .
2/العمليات
الأساسية لصناعة للبترول:
تبداء
العمليات الاساسية للبترول بأستخراج البترول من الابار ثم نقله خلال أنابيب الى موانئ
لتصديره عبر ناقلات البترول في البحر أو نقله بالمركبات في البر(موقع الحقل) ثم تكرير
البترول وتوزيعه أو تخزينه أو استخدامه كمادة أولية في الصناعات البتروكيميائية.
الصناعات
البتروكيميائية هي الصناعات التي تنتج مواد كيمياوية من مصادر النفط أو الغاز الطبيعي،
وبناء على هذ ا التعريف تتكون المواد البتروكيمياوية إما من الكربون والهيدروجين والكبريت
المشتقة من هذين المصدرين، أو بأضافة عناصر اخرى الى هذه العناصر كالأوكسجين والنتروجين
والكلور، ومن اهم المواد البتروكيميائية الأساسية الأثيلين والبروبلين والبيوتلين ،
وعن طريق تصنيع هذه المنتجات يمكن الحصول علىعديد من المنتجات الصناعية الاخرى كالمواد
البلاستيكية والالياف التركيبية والمطاط الصناعي والمنظفات والأصباغ والعطريات وغيرها
من المنتجات الكيمياوية الاخرى.
بدأت صناعة
البتروكيماويات في العشرينات من القرن الماضي بالولايات المتحدة الامريكية وذلك باستخدام
البروبيلين الناتج من عمليات التكسر (للنافتا) لأنتاج بنزين السيارات، وبعد ها تم الحصول
على الاسيتون،واعتمدت بعض الدول على الفحم ومشتقاته لأنتاج المواد الكيمياوية.
لقد حدث
تطور هائل في فهم كيمياء البترول مع تقدم البحوث والطرق التكنولوجية وكذلك ادت النتائج
المذهلة في أستخدام العوامل المساعدة ومعرفة ظروف العمليات الصناعية الى التوصل لمعرفة
المزيد عن كنوز التي يحتويها البترول ومشتقاته ممما ادى الى إنتاج المنتجات الجديدة
التي لهاخواص تشابة مع الخواص الطبيعية بديلآ ( للحديد والخشب والزجاج والقطن، والحرير
والصوف والورق والمعادن.. بلأ واحيانآ تتفوق عليها في الاستخدامات والعديد من التطبيقات
،مما صارت صناعة البتروكيمياويات مقياسآ ومؤشرآ لحضارة الشعوب وتقدمها.
3/ بعض
مشتقات البترول ومجال استعمالاتها في حياتنا اليومية :
- يستخرج
من البترول الخام عن طريق عملية التقطير المجزأ عدة مشتقات تستعمل في حياتنا اليومية
.
- تسمى
هذه المشتقات بالهيدروكاربورات التي ضيغتها الكيميائية CxHg .
- توجد
هذه المركبات في ثلاث حالات فيزيائية :
- الحالة الصلبة : ( الزقت وهو يستعمل في تعبيد الطرق
، البرافين الذي يستعمل في صناعة الشمع ، ثم الشحوم الزيتية لتشحيم المحركات ) .
- الحالة السائلة : المحروقات السائلة والتي تستعمل
كوقود السيارات والشاحنات ( البنزين ، الكازوال ) والطائرات ( الكيروزين ) .
- الحالة الغازية : المركبات
التي تدخل في تركيب الاستعمالات المنزلية و الصناعية كمحروقات مثلا : ( البوتان ، البروبان
) .
- تعتبر
هذه المشتقات المستخرجة من البترول عن طريق التقطير المجزأ مواد طبيعية .
- تعمل
بعض الصناعات البتروكيماوية على تحويل بعض الهيدروكربورات لانتاج المواد الصناعية التي
تستعمل في حياتنا اليومية عن طريق التفاعلات الكيميائية كالبلاستيك ، الأدوية ، ألياف
النسيج ، المبيدات ، المطاط لصنع العجلات ، الصباغة
4 /مخاطر
صناعة البترول:
يتعرض
العاملون في النفط لأربعة انواع من المخاطر،( المخاطرالطبيعية، المخاطر الكيميائية،
المخاطر الآلية، المخاطر السيكولوجية - النفسية).
تكمن المخاطر
الطبيعية بتعرض العاملين في مجال النفط الى التعرض للشمس اي للحرارة أثناء عمليات الحفر
في العراء سواءفي الصحراء او في البحار. التعرض للضوضاء، الاهتزازات الناجمة من الحفر
، التعرض للأشعاع الىجانب التعرض الى الضوء المبهر وللكهرباء في عمليات اللحام . مسببة
امراض عديدة مثل ( ضربة الشمس، الانيميا ،سرطان الدم، سرطان الجلد، عتامة عدسة العين).
المخاطر
الكيميائية عن طريق الغازات والادخنة والابخرة والاتربة التي تتصاعد في جو العمل. تسبب
الغازات اضرارا بالغة تصل الى حد الاختناق والالتهابات ، قد تتسبب في حرائق أوانفجارات
لأن مستخرجات البترول مواد ملتهبة ومتفجرة.
المخاطر
الآلية تتعلق بالعمليات المتممة في الورش الملحقة بالمنشئات البترولية بهدف صيانة آلآتها.
المخاطر
النفسية تكمن في عدم تكيف العامل مع جو العمل المعزول عن الاهل والاصدقاء في اماكن
نائبة بالصحراء او البحار مما يسبب للعامل الشعور بالغربة والوحدة والضياع.
5/ الوقاية
من مخاطر صناعة البترول:
من اجل
تقليل مخاطرصناعة البترول على العاملين في المشاريع النفطية من الضروري مرعات ما يلي:
1- توفير
اماكن السكن الصحي للعمال إضافة الى المرافق التي تجعل الحياة مقبولة في الصحاري أو
عند البحار والمناطق المهجورة .
2- توفير
وسائل الترفيه والطعام الصحي ومياه الشرب النظيفة والملابس الواقية للعمال.
3- توفير
وسائل نقل جيدة لنقل العمال الى حقول البترول ومنشآت النفط .
4- تنظيم
فترات العمل والراحة والاجازات الاسبوعية والسنوية لتغطية الشعور بالغربة والحرمان
الذين يعانون منه.
خاتمة :
لقد تغيرت
نمط الحياةعلى الارض واصبحت البشرية تعتمد على البترول ومشتقاته في سبيل الحياة حتى
في توفير الغذاء مما جلب مع هذا التغير مخاطر كثيرة تهدد صحة الانسان والبيئة ومصادر
الحياه( الماء، الهوا والتربة) بفعل تعمق مخاطر تلوث البيثة نتيجة الاستخدام المفرط
لمصادر الطاقة ومنها البترول ، وفي نفس الوقت يتواجد تحديات خطير قد تؤدي ذلك الى تراجع
الاقتصاد العالمي وبالتالي تراجع مسيرة تطور الحياة البشرية ، وهذا ما يدعونا جميعا
وخاصة المهتمين بأهمية ومخاطر وتحديات البترول في الوقوف عليه بجدية من أجل استغلال
البترول بشكل يؤمن ضمان تطور التنمية المستدامة وهذا هو فحوى الدافع الذي دفعني في
أعداد هذا الكتاب ليستلح شعبنا بهذا العلم والذي بواسطته يمكن إتخاذ الاجراءات الفعالة
في تسخير البترول لخدمة الانسان ولتلافي مخاطر وتحديات البترول .