السبت، 13 فبراير 2016

بحث حول المخدرات



مقدمة :

المخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل، حتى أصبحت خطراً يهدد هذه المجتمعات وتنذر بالانهيار. فإن نعم الله علينا كثيرة قال الله تعالى في كتابه العزيز ﴿وَإِن تَعُدّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنّ اللّهَ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ﴾النحل18 , ومن أعظم هذه النعم نعمة العقل , وبالعقل ميز الله عز وجل الإنسان وكرمه على سائر خلقه قال تعالى﴿وَلَقَدْ كَرّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطّيّبَاتِ وَفَضّلْنَاهُمْ عَلَىَ كَثِيرٍ مّمّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾الإسراء70] إن للمخدرات أسباب تؤدي إلى انتشارها في المجتمع فوجب على المجتمع بجميع فئاته التصدي لهذه الآفة الفتاكة .

تعريف المخدرات:
 المخدرات هي كل مادة خام مصدرها طبيعي أو مصنعة كيميائياً ، تحتوي على مواد مثبطة أو منشطة إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية ، فإنها تسبب خلل في عمليات العقل وتؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها ، مما يضر بصحة الشخص جسمياً ونفسياً واجتماعيا .
أنواع المخدرات:
أولا:المخدرات الطبيعية
وهي مخدرات من اصل نباتي وهي كل ما يؤخذ مباشرة من النباتات الطبيعية التي تحتوي على مواد مخدرة سواء أكانت نباتية برية أي تنبت دون زراعة أو نباتات تمت زراعتها منها (الحشيش والأفيون والكوكا والقات )
ثانيا: المخدرات التصنيعية
وهي المخدرات المستخلصة من المواد والنباتات الطبيعية ولكنها أقوى تركيزا منها المورفين المستخلص من الأفيون ولكنه اشد قوة منه والهيروين المشتق من المورفين .وهو أيضا اشد قوة من المورفين ولعل هذه المواد المصنعة لها تأثير بالغ الخطورة لما تسببه من فقدان الشهية وزيادة في ضربات القلب والقشعريرة وتوسيع حدقة العين وقصور في وظائف الكلية ولعل اشد هذه الأعراض هو مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)الذي ينتقل عادة عن طريق تلوث الحقن التي يستخدمها المدمنون .
ثالثا: المخدرات التخليقية
وهي المخدرات الناتجة من تفاعلات كيميائية وهي مخدرات تحث جميع مراحل صنعها في المعامل من مواد كيميائية لا يدخل فيها أي نوع من أنواع المخدرات الطبيعية وان كانت تحدث أثار مشابهة للمخدرات الطبيعية خاصة حالة الإدمان ومنها المهلوسات الامفيتامينات ، الباربيتورات ، والبنزوديازبينات.
أسباب تعاطي المخدرات
-        -غياب القيم الأخلاقية الإسلامية.
-         وجود الفراغ الروحي "الغفلة عن الصلة بالله" في المجتمع بصفة عامة.
-         - عدم توافر الوعي الاجتماعي الكامل بالأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات.
-         - عدم استخدام وسائل الإعلام لدرجة كافية في مكافحة المخدرات.
-         - انتشار المخدرات في المجتمع المحيط بالشباب.
-         - عدم تطهير البيئة الاجتماعية من عوامل الانحراف وتعاطي المخدرات.
-         - غياب جماعة الرفاق الصالحين.
-         - غياب وسائل الترويح المناسبة والهادفة في البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد.
-         وجود الإغراءات من مروجي المخدرات بوضع مسميات جذابة لها.
-         - تقصير بعض المسؤولين من المؤسسات الاجتماعية مثل المدرسة والجامعة وغير ذلك في دورهم تجاه التحذير من تعاطي المخدرات وكشف أضرارها.
-         تقصير بعض أئمة المساجد ورجال الدين نحو التوعية بأضرار المخدرات في البيئة الاجتماعية.
-         الحملة الشرسة التي يواجهها أعداء الإسلام ضده وضد أبنائه مع قلة جهود التصدي لها.
-         - ظهور فئة من المواطنين تبغي الثراء السريع عن طريق تجارة المخدرات.
-         التقليد الأعمى للغرب.
الأسباب الأسرية:
-         عدم وعي الأسرة بخطورة تعاطي المخدرات، وتقصير الأسرة في التحذير منها.
-         وجود الخلافات العائلية والتفكك الأسري.
-         - انشغال الأب بأعمال كثيرة خارج المنزل ولفترات طويلة.
-         ارتباط الأم بالعمل خارج المنزل ولفترات طويلة.
-         تعاطي الأبوين أو أحدهما للمخدرات أو المواد المهدئة.
-         قصور التربية الأسرية والدور التربوي الذي ينبغي تأديته في المنزل.
-         عدم قيام الأسرة بدور الرقيب المباشر على الابن، وترك الحرية له كما يشاء، والخروج من المنزل في أي وقت والعودة في أي وقت.
-         تكاسل الأسرة في تأدية دورها نحو أمر الابن بالمواظبة على الصلاة في جماعة المسجد.
-         استقدام أفلام فيديو التي تدعو لقيم خبيثة وعرضها باستمرار داخل المنزل.
الأسباب المتعلقة بالمتعاطي نفسه :
-         الرغبة لدى المتعاطي في اقتحام سور الممنوع.
-         عدم الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ في ما يفيد الفرد ومجتمعه.
-         التخلف الدراسي وكثرة الرسوب عند الفرد.
-         وجود الاضطرابات النفسية ومسببات القلق النفسي.
-         اطلاع الشخص على المجلات التي تدعو إلى الانحراف والقيم الهابطة.
-         مصاحبة رفاق السوء في كثير من الأماكن العامة والخاصة.



أضرار و آثار تعاطي المخدرات:
-         الأضرار الصحية:
‌أ-      قلة الحركة والنشاط وضعف المقاومة للأمراض
‌ب-    صداع مزمن وشعور بالدوار
‌ج-     احمرار العيون واحتقانها
‌د-      التهابات رئوية مزمنة ، قد تصل للإصابة بالتهاب رئوي
‌ه-      اضطراب الجهاز الهضمي ، والذي ينتج عنه سوء الهضم وكثرة الغازات ، والشعور بالانتفاخ ، والامتلاء والتخمة وتنتهي بحالات إسهال أو أمساك
‌و-     اضطراب وظيفي بحواس السمع والبصر مصحوبا بطنين في الأذن
‌ز-     الإصابة بالسرطان
‌ح-     إتلاف الكبد
-         الأضرار النفسية  :
أ- القلق والتوتر ، مع الميل للاكتئاب واحتمال الإصابة بانفصام في الشخصية.
ب- الشعور بالذنب والرغبة في عقاب النفس
ج- الحساسية والعصبية ، مع أرق مستمر ورغبة شديدة في النوم
د- الخوف واليأس والإحساس بالذنب
هـ - هلوسات مع تخيلات سمعية وبصرية
و- الاتجاه نحو العدوانية مع شعور بالعدوانية والنقص
ز- عدم القدرة على تحديد الزمان والمكان والمسافات
ح- سعادة وانشراح مؤقت ، وابتهاج زائد
ط- الأنانية والإصرار على إشباع الرغبات بأية وسيلة
ك- ضعف في النشاط والحيوية وعدم القدرة على العمل
-         الآثار الأسرية والاجتماعية:
أ- ضعف الانتماء للأسرة وعدم الشعور بالمسؤولية تجاهها
ب- تعاطي المخدرات يؤدي الى التفكك الاسري ، وما يترتب عليه كالطلاق ، والهجر وتشرد البناء.
ج- العزلة عن المجتمع ، وعدم المشاركة في المناسبات العائلية التي لها أهمية في تحقيق التماسك الأسري
د- تعلم السلوكيات السيئة كالكذب ، والسرقة ، والاحتيال ، والشذوذ وتعاطي المخدرات من العوامل المؤثرة في زيادة ارتكاب الجرائم
هـ- يعد تعاطي المخدرات من الأسباب الرئيسية في حوادث السيارات ، وبالتالي في زيادة عدد الوفيات والإصابات الشديدة والإعاقة
و- سوء علاقة المتعاطي مع جيرانه وزملائه في العمل والدراسة ، ويصبح منبوذا ، وقد يفصل من العمل أو الدراسة
ز- قلة التحصيل العمي والهروب من المدرسة أو الجامعة
ح- انتشار الرذيلة ، وفقد القدوة، وانعدام المثل والاخلاق
ط- المتعاطي يؤثر تأثيرا سلبيا على بعض الأفراد الاسوياء، ويدفعهم الى التعاطي فهو بؤرة الفساد

-        الآثار الاقتصادية لتعاطي المخدرات:
كما تفتك المخدرات بالجسم، فهي تفتك أيضاً بالمال، مال الفرد ومال الأمة فهي تخرب البيوت العامرة وتيتم الأطفال، وتجعلهم يعيشون عيشة الفقر والشقاء والحرمان، فالمخدرات تذهب بأموال شاربها سفها بغير علم إلى خزائن الذئاب من تجار السوء وعصابات العالمية والفرد الذي يقبل على المخدر يضطر إلى استقطاع جانب كبير من دخله لشراء المخدر، وعليه تسوء أحواله المالية ويفقد الفرد ماله الذي وهبه الله إياه، في تعاطي المخدر وفي التبذير من أجل الحصول على ويصبح بذلك من إخوان الشياطين.
-        الآثار السياسية لتعاطي المخدرات:
إن أخطار المخدرات وتعاطيها يزداد يوماً بعد يوم، لدرجة أن أصبحت مواجهة هذه الأخطار معركة حقيقية وشرسة نخوضها مع تجار هذه السموم التي أصبحت على قدر بالغ من القوة والثراء، وتديرها المنظمات والشخصيات الكبرى من دول العالم الثالث ولا سيما في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
دور المجتمع في علاج ظاهرة تعاطي المخدرات:
إن مشكلة إدمان المخدرات، كما ذكرنا في الفصول السابقة، لها أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والدينية والتربوية وغيرها، وبالتالي فهي تدخل في نطاق اهتمام معظم أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة.
وقضية الإدمان والمدمنين هي قضية أمن المجتمع بالدرجة الأولى، ولذلك فإننا مطالبون بأسلوب جديد وشامل في مواجهة هذه الظاهرة، فإذا كانت حرب فيجب أن تكون حرب تطهير شعبية أولًا،فليست الدولة أو أحد أجهزتها القادرة على مواجهة العدو فقط، لأن العدو من أنفسنا، ولذلك تأتي أهمية المؤسسات الاجتماعية في مواجهة هذه الظاهرة وعلاجها.
دور الأسرة في علاج ظاهرة تعاطي المخدرات والوقاية منها
لقد عني الإسلام ببناء المجتمع الذي أساسه بناء أسرة المسلمة، حيث إن الأسرة هي: المحضن الأساسي الذي يتلقي فيها النشء الفضائل والقيم والآداب في جو من التربية الإسلامية من أب وأم وأولاد.
دور المدرسة في علاج ظاهرة تعاطي المخدرات والوقاية منها
المدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع بهدف تعليم أبنائه وتربيتهم وتزويدهم بالثقافات والتراث الثقافي، وقد أصبحت المدرسة منظمة رسمية من منظمات الدولة يتخرج فيها عمال الدولة، وأصبحت الدراسة فيها رسمية تسير وفق لوائح وقوانين محددة
الخاتمة :
يجب غرس القيم والتقاليد الإسلامية في الشباب حيث إن التمسك بالقيم والتقاليد الإٍسلامية، وبيان موقف الدين الإسلامي من تعاطي المخدرات والخمور يعتبر من أهم الجوانب التي يمكن أن تساعد في تقليص حجم المشكلة، فقد ثبت من خلال الدراسات أن العلاج بالإيحاء الديني له أثر كبير في مساعدة المدمن على التخلص من المخدر .