مقدمة
البطالة مشكلة خطيرة على المجتمع كما أن
تزايد حجم البطالة عاماً بعد عام يعتبر إهدار واضح للقدرات البشرية واستمرارية ذلك
يشكل خطورة بالغة ليس على الاقتصاد الوطني فقط وإنما يمثل خطورة على الأمن وتشير نتائج
الدراسات والأبحاث الميدانية وكذلك الواقع الحياتي اليومي الملموس إلى تزايد مشكلة
البطالة، مما إنعكس على طبيعة الحياة الاجتماعية وفرض الطبقات الإجتماعية. والبطالة
تعد المشكلة الأساسية التي تعانى منها غالبية اقتصاديات العالم بدرجات متفاوتة (خاصة
الدول العربية) لذا تتطلب سياسات شاملة للتشغيل داخل كل دولة عربية أو في تبادل العمالة
بين بعضها البعض، وإجراءات كفيلة بمواجهة أنواعها المختلفة.
التعريف:
المقصود بالبطالة عدم وجود فرص عمل مشروعة
لمن توافرت له القدرة على العمل والرغبة فيه. ويمكن أن تكون البطالة كاملة أو جزئية.
1 /أسباب البطالة في الجزائر:
يمكن القول أن أسباب هذه الزيادة والتفاقم
موجودة فيما يلي:
تراجع النمو الاقتصادي بحيث لم يتجاوز حدود
03% خارج المحروقات في هذه الأثناء.
قلة الاستثمار الداخلي والخارجية التي لم
تتجاوز 220 مليون دولار سنة 1998 .
تراجع مناصب الشغل منذ سنة 1986 ، حيث تم
إنشاء 40 ألف منصب خلال 1994 ، 1998 مقابل 140 ألف خلال 1980 . 1984 ومليون وما بين
ألف خلال 1999 . 2004. .
تزايد اليد العاملة سنويا بمعدل 250 إلى
300 .
فقدان أكثر من 360 ألف منصب خلال الإصلاحات
1994 1998, ( فترة التعديل الهيكلي) .
زيادة على ظاهرة التسربات المدرسية التي
تقدر بـ 600 ألف تلميذ سنويا .
بالإضافة إلى عوامل أخرى منها تراجع نمو
القطاع الصناعي الذي يحقق معدلات نمو سلبية منذ 1991 ، رغم استئناف النمو سنة 1998
بنسبة 10.5 % وسوء استعمال طاقة إنتاجه.
4 /الإجراءات المتخذة لتخفيف من
البطالة :
1 – البرامج الخاصة لتشغيل الشباب:
وهذا النظام ورث نظام سابق يسمى الإدماج
المهني لشباب سنة 1990 ويسمى هذا البرنامج الحالي بالعمل المأجور المؤقت أو العمل بمبادرة
محلية والهدف منه توفير منصب ولو مؤقت للشباب العاطل حسب الشروط المنصوص عليها في القانون
وقد هدف هذا البرنامج إلى :
- تخفيف ضغوط سوق العمل
- تقليص البطالة.
-
تخصص الشباب العاطل.
-
مساهمة الجماعات المحلية في الوظائف.
وكانت هذه الترتيبات ترمي إلى مساعدة الشباب
البطالين في اكتساب خبرة مهنية خلال مدة تتراوح من بين 3 إلى 12 شهر ثم تتولى الجماعات
المحلية توظيف هؤلاء الشباب على أن تتلقى المعونة المالية من الصندوق الخاص بالمساعدة
على تشغيل الشباب منذ سنة 1996 ثم الصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب.
ومن بين الإجراءات هذا التشغيل المؤقت:
1 – القرض للبحث عن العمل:
والهدف منه هو التكوين واعادة التأهيل ويسير
من طرف الصندوق الوطني لتأمين على البطالة للذين فقدوا العمل لأسباب اقتصادية.
2 – الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب: التي تسير المؤسسات المصغرة.
3 – الوكالة الوطنية لدعم الاستثمار: وهدفها ترقية الاستثمار.
4 – الصندوق الوطني لتامين عن البطالة: أنشأ سنة 1994 وهدفه حماية العمال المسرحين
لأسباب اقتصادية خلال فترة مؤقت قدرها 3 < /B> سنوات.
كل هذه الإجراءات المتخذة لصالح الشباب
العاطل كانت تهدف في مجموعها إلى تشغيل الشباب بشكل مؤقت وكدا استغلال الإمكانيات المتوفرة
في بعض القطاعات إضافة إلى ترقية روح المبادرة لشباب العاطل واخيرا توفير بديل لمنصب
العمل الدائم في حدود الإمكانيات المتاحة.
ومن حيث النتائج حتى سنة 1994 استفاد
332 ألف شاب من منصب عمل لمدة متوسطة 6 أشهر وإنشاء ما يصل إلى 160 ألف منصب دائم،
اضافة إلى أن نسبة الإدماج قدرة 3.3 خلال فترة 1990 و 1994 .
5 – المؤسسات المتوسطة والصغيرة:
لقد أصبح هذا النوع من أهم البرامج التي
وضعت خصيصا لدعم فئة الشباب الراغبين في إنشاء مؤسسات وكدا العمال الذين تعرضوا لتسريح
لأسباب اقتصادية ووضع عمليا سنة 1997 ويموله صندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب، وتسيره
الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب وخلال سنة 2003 تم توظيف 538 ألف وتم إنشاء حوالي
190 ألف مؤسسة مصغرة، وتساهم بـ: 07% في القيمة المضافة.
6 – عقود ما قبل التشغيل:
عرف هذا المشروع سنة 1998 وهو موجه لحاملين
الشهادات الجامعية والتقنيين السامين، وكذا طالبي العمل بدون خبرة مهنية، والذين يطلبون
العمل لأول مرة ويتلقى المستفيد من هذا البرنامج خلال فترة 12 شهر مقابل من طرف الدولة
قدرا أول بـ: 6 آلاف دينار ثم عدل إلى 8 آلاف دينار جزائري فيما بعد بالنسبة لخرجي
الجامعات أما التقنيين السامين فيتقاضوا مبلغ قدر 4500 دينار ويستفدون من التغطية الاجتماعية،
ورغم أهميته إلا أن الشباب يعرف صعوبات كبيرة في سبيل الحصول على هذا النوع من العقول
وإن حصل على هذا العقد فإن هناك صعوبات في توظيفه بعد انتهاء العقد بصفة دائمة.
الخاتمة:
من هنا نقول ان ظاهرة البطالة باتت خطر
يهدد حياة الخريجين والعاطلين عن العمل والذين يجدون انفسهم فجأه في موقع لا يتيح لهم
تحقيق ذواتهم حيث تتحطم احلام فترة الدراسة على صخرة غياب فرص العمل متسائلين من يتحمل
مسؤولية ضياعهم وتحطمهم ؟